أيها المرجع الحائري ارجع الى كهفك احسن

محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3748 - 2012 / 6 / 4 - 10:01
المحور: كتابات ساخرة
    

المراجع الدينية بكل اطيافها تجتمع مع مايسمى بالامبريالية العالمية في قطار واحد يقوده سائق يبحث طوال الوقت عن عدو يعلق عليه شماعة خيباته وانتكاساته.
هذا القطار ايها السادة يحمل مسافرين يتوقعون في اي لحظة ان يصدر قرار برميهم في قمامة التاريخ.
احد الركاب هو (المرجع) الديني كاظم الحسيني الحائري الذي يتخذ من ايران مقرا له ، ويبدو انه صعد الى هذا القطار للتو بعد ان كان محجورا عليه لأصابته بداء العي الشديد وتم حجزه اجباريا في احد الكهوف القريبة من مدينة المقدسة(لماذا مقدسة لاأحد يدري).
وما أن خرج هذا المرجعي الفذ من مكمنه السري حتى افتى بتحريم التصويت لصالح العلمانيين المشاركين في العملية السياسية.
قبل ان نمسك من خناقه لندعوه الى الصحو من كابوسه نقول ان العديد من المرجعيات دأبت على تسطير كليشة (كذبة شرعية) تقول ان هذه الفتوى او تلك تأتي ردا على سؤال من احد الاتباع.. ياسلام على هؤلاء الاتباع الناضحين اصحاب العقول المفبركة لاطنان من الاكاذيب ومئات(الكواني) من القشمرة المحشوة بزيت الخروع الذي يشفي من الامساك.
هذا المرجع ايها الشباب يتحارش بالعلمانيين وهو لايدري اصلا ماذا تعني هذه الكلمة.
قبل ذلك افتى اسلافة بعدم أكل الطماطم لأنها حمراء وكل احمر شيوعي وهاهو الحفيد يختزل كل شيء بتحريم التصويت للعلمانيين المشاركين في العملية السياسية.
سنفتح له جراب ابو القاسم الطنبوري وليس حذاءه لنقدم له هذه الاسئلة التي نعتقد بأنه يملك الشجاعة الكافية للرد عليها واذا تكابر فنحن في حل من ألاخذ بفتواه.
1- هل تعرف ايها المرجعي ماهي العلمانية؟ لنكن بسطاء بالرد حتى لاتتهمنا بالتنظير الاجوف.. العلمانيون ليسوا شيوعيين ولاهم ملحدين
يامولانا.. انهم ببساطة نبتة جيل جديد يضع مئات علامات الاستفهام على الطريق وينتظر الاجابة.. بدءا من علامة الاستفهام عن الخالق ومرورا بالاساطير الدينية التي تشبه الان تصاميم السيارات الجديدة الكل تسرق من الكل فكل السيارات هجينة وكلها بتصاميم منبوشة من الآخر حتى اشعار آخر.
ومن هنا نطلب منك ان تقرأ، وهذا مستحيل، قليلا عن هذه العلمانية لتجد ان الاجيال الجديدة تتمتع بعقول لاتقبل اساطيركم ولا تغليبكم قدسية الناس على رب العالمين.. كيف؟ جعلتم من هؤلاء البشر ملاذكم في يوم القيامة فهم رجال صادقون وحنينون وقلوبهم طيبة ، اما اهل فهو ضابط مخابرات قادم اليكم من احدى دوائر الشرق الاوسط ليمارس فيكم التعذيب والتنكيل وغلي اجسادكم بالماء غيرالزلال وله نار متعطشة للاجساد البشرية وتصرخ اناء الليل واطراف النهار هل من مزيد.
2- لنفترض ان بعض العلمانيين مشاركين الان في العملية السياسية ،وهذا ما نشك فيه، فكم نسبتهم؟ وهل فتحتم معهم حوارا لتعرفوا على الاقل ماهو برنامجهم السياسي او الاجتماعي؟وهل دار بذهنكم ان تأخذوا عليهم تعهدا باصدار فتوى قاسية ضدهم في حالة نكثهم لوعودهم؟.
3- هل تريدون منّا بعد هذا التحريم ان ننتخب ومن؟ هل ننتخب رجال السيرك الحاليين ام رجال السيرك الجديد الذين يستعدون الان لشحذ سكاكينهم استعدادا لمعركة المصير المقبلة؟ هل تريدون ان تسمعوا صيحات رجال الحكومة الجديدة وهم يهتفون (يامحلا النصر بعون الله)؟
4- لماذا تريدون التحريم والتحليل في الشأن السياسي وهو امر محرّم عليكم شرعا؟.
5- نحن نعرف تماما انه اذا صلح امر القوم وعرفوا عدوهم من صديقهم فستقطع ارزاقكم قبل اعناقكم لأنهم لم ولن يلتفتوا اليكم بعد الان، وهنا تبدأ الكارثة! اذ من اين سيقدم الخمس وهو مورد ثابت في جيوبكم؟ ومن اين تأتي الزكاة وهي امر مفروغ منه شرعا على اولاد الملحة فقط؟. وكيف سيكون الامر اذا تم تفنيش رعاة نحر الغنائم من خرفان وبعير وجمال؟ ومن سيعد(الهوسات) اليكم ويمجد قدسيتكم ويجعل الهي تحتكم تماما؟.
6- ترى ماهو دليلك على انك ومرجعياتك الاخرى تقدم الخمس والزكاة وتركض مع الراكضين من طويريج الى حيث حطت رحلها؟ وحتى اذا اثبت ذلك فلمن تقدم زكاتك او خمسك؟.
7- واخيرا نعتقد ان امامك خياران فاما ان تعيد النظر في وظيفتك وتصلح قومك بالهداية الحقة وبعث النور في نفوسهم وتحثهم على الصدق والنبل حتى يتركوا السرقة والقتل والاغتيال او ان ترجع الى كهفك تتعبد فيه حتى يصبح ايمانك وجدانيا وشخصيا مع الله فقط.
وبعد.. هل تريدني ان ارفع يدّي الى السماء حتى يبان بياض ابطي واقول"اللهم ان بلغت"؟.
فاصل قبل الاخير: قالت الانباء ان تحريم الحائري يأتي بعد نحو يومين على دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الجمعة (1 حزيران 2012)، إلى إجراء استفتاء شعبي لسحب الثقة من رئيس الحكومة نوري المالكي وبإشراف منظمات مستقلة، وضرورة التثقيف للاستفتاء وليس ضده.
هل فهمتم اللعبة ايها السادة؟.

#محمد_الرديني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات